كيف تعرف أنك غير مرغوب فيك في عملك؟

في بعض الأحيان، قد تشعر بوجود تغييرات طفيفة أو سلوكيات غير مريحة تجعلك تتساءل عن مكانتك في العمل. هناك علامات قد لا يصرح بها مديرك أو موظفو الموارد البشرية، لكنها تكون إشارات خفية على عدم الرغبة في بقائك. إليك بعض الأمثلة على تلك العلامات، وكيفية التفاعل معها:

1. تقييمات سلبية مقصودة

إذا كنت تلاحظ أن مديرك أو قسم الموارد البشرية يُصدر تقييمات أداء منخفضة دون سبب موضوعي، فهذا قد يكون مؤشرًا لمحاولة تعمد خفض تصنيفك المهني. مثال: “أمل” كانت تقدم أداءً جيدًا، لكن فجأة بدأت تحصل على تقييمات سلبية بدون توضيحات. هذا التقييم كان يستخدم لاحقًا كذريعة لتأخير ترقية كانت تستحقها أو لحجب الحوافز عنها. هذا النوع من التقييمات غالبًا ما يُعتمد عليه لتقييد فرص الموظف وإظهار تقصيره غير المبرر.

2. زيادة الأعباء الوظيفية بشكل مرهق

قد يقوم المدير بتكليفك بمهام لا علاقة لها بدورك الأساسي، بهدف إنهاكك. على سبيل المثال، “سامي” يعمل كمحلل بيانات، لكن تم تكليفه بمهام إدارية لا تتعلق بعمله، ما جعله يشعر بعدم الكفاءة أمام زملائه، وبدأ المدير ينتقد إنتاجيته، رغم أن المهام الجديدة كانت عبئًا إضافيًا غير مبرر.

3. تجاهل طلبات الإجازة

إذا وجدت أن طلباتك للإجازة يتم تأجيلها بلا مبرر أو تجاهلها، فقد يكون ذلك محاولة لتعقيد حياتك الشخصية. مثال: عندما طلبت “نورا” إجازة لزيارة عائلتها، لم تحصل على رد إلا بعد موعد الإجازة بفترة طويلة، ما أدى إلى إفساد خططها. هذه الأساليب تؤدي إلى ضغط نفسي كبير وتجعل الموظف يشعر بالإحباط.

4. فرض قيود صارمة على ساعات العمل

قد تجد أن الإدارة تبدأ بتطبيق رقابة شديدة على مواعيد الحضور والانصراف. مثال: “يوسف” يعمل لساعات إضافية لكنه تأخر عشر دقائق يومًا ما، وتم اعتبارها مخالفة للنظام. هذا السلوك يجعل الموظف يشعر وكأن الشركة تبحث عن أي خطأ لبناء سجل سلبي ضده، ما يزيد من الشعور بعدم الراحة.

5. التقليل من إنجازاتك أو سرقتها

إذا بدأت تلاحظ أن إنجازاتك تُقلل أو تُنسب لغيرك، فهذا مؤشر على عدم التقدير. مثال: “ليلى” كانت تعمل بجد على مشروع كبير، لكن عند انتهاء المشروع، حصل أحد زملائها على الثناء الكامل من الإدارة، بينما تم تجاهل جهودها تمامًا. هذه التصرفات تُشعر الموظف بعدم القيمة.

6. تشويه صورتك بين الزملاء

عندما يبدأ المدير أو موظفو الموارد البشرية بالترويج لشائعات أو ملاحظات سلبية عنك، فهذا مؤشر على الرغبة في عزلك عن الفريق. مثال: بدأت إشاعات بين زملاء “رانيا” بأنها غير متعاونة، ما أثر على علاقتها بفريقها، وخلق جواً من التوتر داخل بيئة العمل.

7. تجميد الترقيات والزيادات المالية

حتى إذا كنت تستحق ترقية أو زيادة، قد يتم تجاهل ذلك كنوع من العقاب أو الإحباط. “خالد” كان ينتظر ترقيته منذ سنتين، ولكن كل مرة يتم تأجيلها دون سبب واضح، ما جعله يشعر بأن الجهود التي يبذلها تذهب سدى.

8. إسناد مهام غير مهمة أو روتينية

إذا كانت المهام التي توكل إليك لا تتطلب مجهودًا أو مهارة، فهذا قد يكون إشارة لتجاهل قدراتك. مثال: “مروان” كان يسند إليه باستمرار مهام روتينية بسيطة رغم امتلاكه لمهارات أعلى، ما جعله يشعر بأنهم لا يرغبون في تطويره أو استغلال إمكانياته بالشكل الصحيح.

9. الرقابة المتزايدة والتدقيق المستمر

فرض رقابة دقيقة على كل خطوة تقوم بها يمكن أن يكون مؤشرًا على رغبة الإدارة في جمع مبررات لطردك. مثال: بدأت الإدارة تراقب كل بريد إلكتروني يرسله “فهد”، حتى في أمور بسيطة، في محاولة لملاحظة أي خطأ قد يقترفه، ما خلق توترًا كبيرًا في عمله اليومي.

10. إهمال طلبات التدريب والتطوير

عندما تطلب تطوير مهاراتك أو الحصول على تدريب، وقد يتم تجاهل طلبك أو رفضه بحجة “الميزانية”. “عائشة” طلبت الالتحاق بدورة تدريبية لرفع كفاءتها، لكن تم رفض طلبها دون مبرر. هذا الإهمال يمنع الموظف من النمو ويعطل فرص تقدمه.

🟢 نصيحة: في حال لاحظت هذه الممارسات، يجب أن تبدأ بتوثيق جميع التفاعلات والتقييمات وطلباتك بقدر الإمكان، لأن هذا قد يساعدك مستقبلاً في تقديم شكوى رسمية أو على الأقل استخدامه كمرجع لإيضاح موقفك.

النجاح في العمل لا يعتمد فقط على بيئة العمل الحالية، بل على قدرتك في التعامل مع التحديات بذكاء واحترافية.